في أكتوبر الماضي، نشر مقاتلو داعش فيديو على موقع يوتيوب بعنوان “أسلحة وذخائر ألقتها الطائرات الأمريكية وسقطت في مناطق سيطرة الدولة الإسلامية في كوباني”، ويظهر الفيديو مقاتلين يفحصون صناديق قنابل يدوية وقذائف صاروخية، ولم يستطع مسؤولون في البنتاغون أن ينكروا أن الجيش الأمريكي أسقط عبر طيرانه مساعدات عسكرية لصالح هذه القوات المحاصرة، لكن جزءًا من هذه المساعدات وصلت إلى مقاتلي داعش، الأمر الذي بررته قيادة الجيش الأمريكي المركزية بأنه وصل بالخطأ.
في يناير الماضي، نشر تنظيم الدولة الإسلامية، صورًا تضمّنت صواريخ وأسلحة حديثة أمريكية الصنع، حصل عليها خلال هجماته على القواعد والمعسكرات التابعة للجيش العراقي، وتضمّنت صواريخ تاو الأمريكية ومدافع رشاشة من طراز f6، وصواريخ أرض جو حديثة، وبنادق الـ”M16″ الأمريكية.
وفي يونيو 2014 استولى داعش على 2300 عربة همفي مدرعة من قوات الأمن العراقية عندما اجتاح مدينة الموصل ، وتضمنت الغنائم التي غنمها داعش 40 دبابة إم1 أيه1، وأيضًا أسلحة صغيرة وذخيرة تشمل 74 ألف مدفع رشاش، وما يصل إلى 52 مدفع هاوتزر متحرك طراز إم 198.
وذكرت وزارة الدفاع الأمريكية أن القوات العراقية المنسحبة من الرمادي تركت وراءها كمية كبيرة من الإمدادات العسكرية، بما في ذلك نحو ست دبابات و100 مركبة تقريبًا وبعض قطع المدفعية، ونقل عن ضابط بالجيش العراقي قوله إن «داعش» استولى على مخزن بالرمادي يحتوي على ذخيرة تكفي لاستمرار «داعش» في القتال لمدة شهور.
في الخامس من هذا الشهر، استولى تنظيم داعش على أسلحة أمريكية كانت بحوزة القوات العراقية بالموصل، ومن هذه الأسلحة عربات مفخخة طراز “همفي”، وكانت آخر شحنة أمريكية من تلك المركبات المصفحة سلًمتها للجيش العراقي العام الماضي شملت 1000 عربة من طراز همفي.
و يثير الكم الهائل من الأسلحة الأمريكية التي اغتنمها تنظيم الدولة خلال معاركه في العراق خلال سنة واحدة الكثير من الشكوك، فكيف لهذا الجيش الذي صرفت عليه الولايات المتحدة الأمريكية 25 مليار دولار خلال الفترة 2003- 2011 أن تقع أسلحة بحوزته بسهولة في يد “داعش”.
يكشف تقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” أن بعض الأسلحة المقدمة مؤخرًا للجيش العراقي قد انتهت بالفعل في السوق السوداء وفي أيدي مقاتلي الدولة الإسلامية، وذلك وفقًا لضباط ونواب عراقيين، وتنقل الصحيفة عن زعيم عشائري سني في محافظة الأنبار قوله: “قلت للأمريكيين، لا تعطوا أي أسلحة من خلال الجيش، ولا حتى قطعة واحدة، بسبب أن الفساد في كل مكان”.
إرسال تعليق